يا كريم يارب | الشيخ أمين الانصاري | (رمضان قرب يلا نقرب 3🌙) الموسم الثالث

انظر حولك، شوف إيه اللي حواليك، شوف إيه اللي في مالك، شوف إيه اللي في أولادِك، شوف في السموات وفي الأرض، شوف في نفسك، "وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
الذاريات:21،

نعم الله لا تُحصى ولا تعد، "سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ"
الجاثية:12.
"وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
إبراهيم34:32.
فلو عديت الفوايد اللي في نعمة واحدة مش هتعرف تكمل، الفوايد اللي في الماء لوحدها ماتعرفش تعدها، الفوايد اللي في الشمس وحرارتها والتمثيل الغذائي والبناء الضوئي ماتعرفش تعدها، الفوايد اللي في الهواء والعناصر اللي فيه والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين اللي بيأكسد وبينضّف وبيحرق الأكل وسبب الحياة ما تعرفش، ما تقدرش تحصر الفوايد اللي في أكلة واحدة من كثرة فيتاميناتها ومن كثرة ما فيها. فالإنسان أساسًا مسألة إنك إنت تشعر بنعم الله دي حيِّزها كبير، تعجز عن علمها، فما بال شكرها! فما بال شكرها!
فإنت علشان تصل إلى درجة إنك إنت تشعر بنعمة الله سبحانه وتعالى
أولًا: انظر كم أعطاك وحرم غيرك: انظر لما أعطاك -سبحانه وتعالى-، كم صبر عليك عندما تترك الشكر، اعلموا إخواني الأحباء أن النعم ليها 4 درجات في شكرها:
أول حاجة إنك تعرفها: الواحد أما يكون عنده نعم وهو مش عارفها؛ واحد عنده نعمة الصحة ومش عارفها، النبي –عليه الصلاة والسلام- قال:"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
يعني مش حاسس بيها أصلًا، مش قادر يعرف أد إيه هي ثمينة، مش قادر يعرف أد إيه الصحة.
لما واحد دخل، كان طبيب دخل بيتفقد المرضى فلقى واحد بيقرأ صفحتين قرآن في رمضان، الناس بتقرأ وتفر المصحف وتختم مرة واتنين وتلاتة، فيه ناس بتختم بالعشرة والـ 15 و20 مرة، ده عمال كل ما يقرأ صفحتين يعيدهم تاني، قاله إنت ليه ما بتقلبش الصفحة وتقرأ غيرهم؟!
قاله: أصل أنا مشلول ومش عارف، والممرض ماجاليش لحد دلوقتي، مستني حد يقلب لي الصفحة.
واحد تاني نفس الطبيب بيسأله يقوله: إنت إيه أكتر حاجة بتتمناها في حياتك؟ قاله: إن أنا ربنا يرجع عليا صحتي (رجلي وإيديا)
وأعرف أتحرك، قاله: ليه؟ عايز تحضن ولادك؟
عايز تستمتع بزوجتك؟ عايز تسعى على مصالحك؟ قاله:
لأ، نفسي أسجد لله بس مش قادر
يعني مين يتخيل إن السجدة دي نعمة عظيمة جدًّا!
واحد محروم منها، ماحسش بيها زي ما إنت بتسجدها أد إيه أساسًا، نِعَم، نِعَم، نِعَم.
يا أخي فيه سائل دقيق جدًّا في ودانك هو ده اللي مسؤول إنك تقف متوازن، ما تقعش، ما تملش، لو السائل ده مش موجود عشان تقف محتاج يبقى كل قدم من قدميك 75 سم بشكل بيضاوي حوالين قدمك علشان تعرف تثبت وإنت واقف فقط، فما بال لما تمشي! نِعَم في جلدك، نِعَم.
ليه أساسًا بتسمع الخارجي ومابتسمعش الداخلي؟ ده إنت لو سمعت الداخلي، دقات قلبك هتبقى أقوى من قطار السكة الحديد في ودانك، وسريان دمك في عروقك هيبقى أشد من شلالات نياجرا، تسمع إيه بقى ولا إيه! فربنا مانع عنك إنك تسمع الداخلي، بيخليك تسمع الخارجي، نِعَم فوق نِعَم. إنت بتنام ونعمة الهضم للطعام شغالة، ونعمة ضخ الدم في العروق شغالة.
يا أخي ده النعم نفسها عارفاك وعارفة طريقك وعارفة عنوانك، وده جزء من أهم أجزاء الإيمان، إنك إنت انشغالك بالنعم مابيجبهاش، وزهدك فيها مابيضيعهاش، إنت تنشغل بالله
 من جعل الهم همًّا واحدًا كفاه الله سائر الهموم،
مايبقاش همك النعم اللي مضمونالك
والله رزقك مضمون
"وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ"
الذاريات23:22.
الرزق مضمون، وإنت كمسلم، كمؤمن، لا يسعك إنك لا تؤمن إن رزقك يملكه خالقك
"أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ"
الأعراف:54
لما خلقك رزقك، ولما رزقك قدّر لك، ولكن يُنزِّل بقدر
وقال: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ"
الطلاق3:2
من أسباب النعم: التقوى، ولكن إيه
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" الطلاق3:2.
كل حاجه ليها قدرها، وليها وقتها، فدي لوحدها إنت لا يسعك كمؤمن إنك إنت ما تؤمنش بأن الله سبحانه وتعالى بيده الخلق، وبيده رزقك، وكما خلقك رَزَقك كما أنك لم تُخلَق بنفسك لم تُخلق لنفسك، وكما أنك لم تَخلِق نفسك إذن لم تخلق رزقك.