أطب مطعمك 🍔 | الشيخ أحمد جلال | (رمضان قرب يلا نقرب 3 🌙) الموسم الثالث

انهيار برج التجارة العالمي في أمريكا حَدثْ لا يُمْكن أبدًا العالم ينساه، الناس اللِّي عملت العملية دي، هِيَّا دَوُّرت على العمود الفولاذ اللي مبني عليه أصلًا هذا البناء الكبير الضخم، وقالت: "كان لا بد إن إحنا نِسَيَّح هذا العمود"، العمود ده لو ساح هتكون النتيجة إن البناء كله هيقع، فَهُمَّا بالفعل خدوا الطيارات وطلعوا بطيارة وضربوا في عمود الفولاذ اللي مبني عليه أصلًا برج التجارة العالمي، فكانت النتيجة هيَ لحظات والبِناء كُله انهار.
المثال ده هو عامل بالضبط زي الإنسان اللي بياكل حرام، بنى بناء من الإيمان عالي جدًا بطاعته لربنا سُبْحَانَهُ وتَعَالى وعبادته وقربُه من ربِنَا - سُبْحَانَهُ وتَعَالى- بس المشكلة إن المال الحرام هو عامل زي الطيارة اللي أمَّا انفجرت سَيَّحت العمود الفولاذ البناء وقع، هكذا أيضًا الإيمان، الإيمان دايمًا بينهار بأَكل الإنسان للحرام، إذا كان الإيمان عندنا هو الحفاظ على القلب، والحفاظ على الجوارح، فالمال الحرام مُشْكلته إنه بيدمر القلب وبيدمر الجوارح.
وأقوى دليل على كده
1. قول النبي-صلى الله عليه وسلم- "الحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشَتبهاتٌ" صحيح البخاري، في آخر الحديث قال النبي كلمة جميلة جدًا: "ألا إن في الجسدِ لمُضغَةً إذا صَلُحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ" صحيح البخاري. الحافظ بن رجب بيعلق رحمه الله وبيقول: إيه العلاقة بين أكل الحرام اللي في أول الحديث وبين القلب؟ قال: "إن القلب بالفعل بيتغير، وبيسود، وفي بعض الأوقات بيموت مع أكل الإنسان للحرام"، دي مشكلة دايمًا المال الحرام، مشكلة المال الحرام دايمًا اللي بياكله الإنسان، إنه حاجة من اتنين، يا إما بيترفع بيه فوق جدًا عند ربنا إذا كان المال ده حلال واتحط في حلال، أو-والعياذ بالله- بينهار في جهنم في أسوأ المنازل، إذا كان المال ده من حرام أو جَايْبُه من حرام.

2. "إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ"صححه الألباني، دا كان كلام النبي-صلى الله عليه وسلم-، "عبدٌ رزَقَهُ اللهُ مالًا وعلَّمَاُ فهو يَتَّقِي فيه ربَّهُ، ويَصِلُ فيه رَحِمَهُ، ويَعلَمُ للهِ فيه حقًّا، فهذا بِأفضلِ المنازِلِ " صححه الألباني، بقى في منزلة عالية أوي عند ربنا -سُبْحَانَهُ وتَعالى-، لإن جاب مالُه من حلال، وحط المال في حلال.

طب والتاني؟

التاني برده نفس الكلام، النبي-صلى الله عليه وسلم- قال في شأْنِه: "وعبدٌ رزقَهُ اللهُ مالًا، ولمْ يرزقْهُ عِلمًا، يَخْبِطُ في مالِهِ بغيرِ عِلمٍ، لا يَتَّقِي فيه ربَّهُ، ولا يَصِلُ فيه رَحِمَهُ، ولا يَعلمُ للهِ فيه حقًّا، فهذا بِأخبَثِ المنازِلِ " صححه الألباني، واحد فوق في أعلى الجنة، وواحد تحت خالص.



3. نفس المعنى ده، النبي-صلى الله عليه وسلم- لمَّا في يوم من الأيام خرج للسوق فنادى على التجار وقال: "إنَّ التُّجارَ يُبعثُونَ يَومَ القِيامةِ فُجَّارًا" حسنه وصححه الترمذي. طب فين الإيمان، وفين الطاعة، وفين العبادة؟ لأ ماعدش لها لَزْمة خلاص، "إنَّ التُّجارَ هم الفُجَّارُ فقال رجلٌ يا رسولَ اللهِ أليس قد أحلَّ اللهُ البيعَ قال بلى ولكنهم يحدِّثون فيَكذِبون ويحلِفون فيأثَمون" إسناده صحيح، مالهم بيبقى جاي من حرام، فكانت النتيجة يوم القيامة هو مبعوث مع الفجار، قارن الحديث ده مع الحديث التاني اللي النبي-صلى الله عليه وسلم- قال فيه "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مع النَّبيينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ" صححه الألباني لغيره
عرفتوا إيه العلاقة ما بين المال وما بين الإيمان؟ كل ما كان الإنسان مكسبه من حلال وإنفاقه في الحلال، بيكون النتيجة بتكون في أعظم المنازل عند ربنا-سُبْحَانَهُ وتَعَالى-. أمَّا الإنسان اللي بيجيب المال من حرام أو بيُنفقه من حرام خلاص
النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لنا: "خيرُ دِينِكم الورَعُ" صححه الألباني، وإذا كان الإيمان بيُبْنى بالعبادة، وبناء الإيمان بيبقى مبني دايمًا بالعبادة والطاعة للناس، فالنبي-صلى الله عليه وسلم-قال لنا: "كُن ورِعًا تكُن أعبدَ النَّاسِ" صححه الألباني، والمعنى الورع: إن الإنسان منَّا يَكُفّ عن الحرام بسْ للأسف في ناس مش واخدة بالها أد إيه المال الحرام بيضرب ضربات قاتلة في الإيمان
مثال: في يوم من الأيام واحد من الصحابة دخل السوق وكان مع النبي-صلى الله عليه وسلم- واحد معاه شاة عايز يبيعها، فواحد بيقول له: "بيع لي الشاه دي بدرهمين، قال لا والله لا أبِيعُها إلا بثلاثة دراهم"، هو حلف يَمين كاذبة علشان يبيع السلعة، "لا والله لا أبِيعُها إلا بثلاثة دراهم"، أخْسر، أنا لو بعتها كده أخْسر، كانت النتيجة الراجل مشى، فالبايع نادى عليه وقال له: طب تعالى تعالى "خُذها بدرهمين"، فَضَرِبَ النبي- صلى الله عليه وسلم- بيديه هكذا وقال سبحان الله! "باع آخرته بدنياه"