إنه القرآن | الشيخ عمرو الشرقاوى | (رمضان قرب يلا نقرب 3 🌙) الموسم الثالث

Release Date:


في وسط ظلام دامس ظهر النور، وفي جهل مطبق ظهر العلم، وفي صحراء خلفتها عبادة الأوثان نزل القرآن العظيم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليحول تلك الصحراء إلى أرض مزروعة بالإيمان.
في أحداث متلاحقة نزل أمين الوحي جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتعبد في غاره الذي يتحنث فيه لربه
نزل عليه ذلك الملك العظيم الذي وصفه الله بقوله "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" التكوير 21:19، نزل عليه ذلك الملك ليقول له: "اقرأ"، والنبي عليه الصلاة والسلام حين فاجأه هذا الوحي النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة فقال -عليه الصلاة والسلام-: ما أنا بقارئ. فقال له جبريل -عليه السلام-: "اقرأ"، ثم قال له: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" العلق 5:2.
كانت هذه الآيات أول آيات أُنزلت على النبي -عليه الصلاة والسلام-. هذه الآيات هي التي حولت هذه الأمة من أمة تعبد الأوثان إلى أمة تعبد الرحمن.
 هذه الآيات هي التي زرعت هذا الإيمان في قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانفعلوا بالقرآن. 
هذه الآيات التي كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبلها يعبدون الأوثان ويسجدون للحجارة التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنهم شيئا. هذه الآيات التي حولت تلك القلوب إلى قلوب تعبد الله وتفتح البلاد، وتفتح قبلها قلوب العباد.
هذه الآيات العظيمة؛ هي الآيات التي نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم فرجع بها إلى خديجة رضي الله تعالى عنها وأرضاها ترتجف بوادره صلوات الله وسلامه عليه وقال لها عليه الصلاة والسلام-: "زمِلُوني زمِلُوني" وصبوا عليا ماءً باردًا من شدة ما نزل عليه. فأنزل الله عليه بعد ذلك "مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ" طه 2، وأنزل الله -عز وجل عليه بعد ذلك "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا* نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا* إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا" المزمل 5:1، هذا هو القول الثقيل الذي نزل على قلب محمدٍ -صلوات الله وسلامه عليه-.
القرآن العظيم هو كتاب الله الذي أنزله على قلب محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم-، والذي قرأه النبي -عليه الصلاة والسلام على أصحابه آناء الليل وأطراف النهار، والذي قام به صلوات الله وسلامه عليه الليل لله الواحد القهار. هذا القرآن؛ هو الذي كان رسالة النبي عليه الصلاة والسلام.
والقرآن اجتمع فيه أمور، اجتمع فيه أنه الرسالة، وهو آية الرسالة، القرآن هو الرسالة التي أنزلها إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو أيضًا آية الرسالة. فالقرآن فيه آيات صدق النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفيه آيات بعثته صلوات الله وسلامه عليه.
القرآن العظيم هذا الكتاب المبين الذي أنزله الله ليجيب على الأسئلة. الأسئلة التي لا تُعرف إلا من طريق الوحي، الإنسان يتساءل مم خُلق؟ ومن أي مادة خُلق؟ ومن الذي خلقه؟ وإلى أين يصير؟
يجيب القرآن مباشرة، يقول الله فيه: "هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا* إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ" الإنسان 2:1، هل أتى على الإنسان هذه الماهية "إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ" الإنسان: 2، فالذي خلق الإنسان هو الله، ومادة خلقه "مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ" الإنسان: 2
فأُوجد هذا الإنسان. لماذا؟
ما هي علة الخلق؟ "نَّبْتَلِيهِ" الإنسان: 2
وما هي آلات الخلق؟ "فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا" الإنسان: 2، "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" الإنسان: 3 ما هو مصير هذا الإنسان؟ "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا* إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا" الإنسان 5:4
هذا القرآن هو الذي يحول تلك القلوب إلى قلوب منفعلة، إلى قلوب بدلًا من كونها قلوب قاسية إلى قلوب حية ولذلك عبد الله بن مسعود يقول: "أنهم ظلوا زمانًا حتى أنزل الله قوله: 
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ"
الحديد: 16، أبو بكر الصديق لما ورد عليه جماعة فسمعوا القرآن فانفعلوا لهذا القرآن فبكوا، فلما رآهم أبو بكر الصديق قال: "هكذا كنا قبل أن تقسو قلوبنا" 




إنه القرآن | الشيخ عمرو الشرقاوى | (رمضان قرب يلا نقرب 3 🌙) الموسم الثالث

Title
إنه القرآن | الشيخ عمرو الشرقاوى | (رمضان قرب يلا نقرب 3 🌙) الموسم الثالث
Copyright
Release Date

flashback